السلامـ عليكمـ
السؤال ما حكم تمني الموت ؟
عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا يتمنين أحدكم الموت لضر ينزل به, فإن كان لا بد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي, وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) متفق عليه.
فالمسلم منهي عن تمني الموت بسبب ضر ينـزل به من فقر أو فاقه أو دين أو مرض أو جراحات وغير ذلك. لأمرين:
الأمر الأول: أن هذا يدل على الجزع من البلاء وعدم الرضا بالقضاء وفيه اعتراض على القدر المحتوم. والواجب الرضا بالقضاء والتسليم لأمر الله تعالى.
الأمر الثاني: أنه ليس في الدعاء بالموت مصلحة بل فيه مفسدة ظاهرة وهي طلب إزالة نعمة الحياة وما يترتب عليها من الفوائد. وقد قال النبي:
( لا يتمنين أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد ، وإما مسيئاً فلعله يستعتب ).
أخرجه البخاري ( 5673 ) من حديث أبي هريرة .
وعنه قال
( لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به قبل أن يأتيه إنه إذا مات انقطع عمله،وأنه لا يزيد المؤمن عمرُه إلا خيراً )
أخرجه مسلم ( 2682 ).
هذا إذا كان الضرر دنيوي ،
أما إذا كان من أمور الآخرة فقد قال جماعة من السلف أنه إذا كان الضرر أخروي بأن خشي الفتنة في دينه لم يدخل في النهي.
وقد ورد حديث أنس عند ابن حبان بلفظ
( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا )
وإسناده قوي على شرط مسلم. والاستدلال به على أن ( في ) سببية أي بسبب أمر من الدنيا.
ذكره الحافظ في فتح الباري( 7 / 232 ).
وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال:
( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه )
أخرجه البخاري ( 7115 ) ومسلم ( 157 ) في الفتن.
و قال: في حديث معاذ الطويل عن النبي وفيه
( اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون )
أخرجه الترمذي ( 3235 ) وأحمد ( 5/ 243 )
وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح،
سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث.
فقال : هذا حديث صحيح . وصححه الألباني ( 2582 ).
وقد امتثل الصحابة هذا النهي فهذا أنس يقول :
لولا أني سمعت رسول الله نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. أخرجه البخاري ( 7234 ) ومـسلم (2680 ).
وعن قيس بن حازم قال:
أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعاً.
فقال : لولا أن رسول الله نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ) أخرجه البخاري ( 5662 ) ومـسلم (2681 ) .
والله أعلم .
........................
....................
ولذلك قيل لبعض السلف : طاب الموت !!
قال : يا ابن أخي ، لا تفعل ، لساعة تعيش فيها تستغفر الله ، خير لك من موت الدهر !
وقيل لشيخ كبير منهم : أتحب الموت ؟
قال : لا ، قد ذهب الشباب وشره ، وجاء الكبر وخيره ، فإذا قمت قلت : بسم الله ، وإذا قعدت قلت : الحمد لله ،
فأنا أحب أن يبقى هذا !!
وكان كثير من السلف يبكي عند موته أسفا على انقطاع أعماله الصالحة .
ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت ،
لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة ،
ولذة العبادة ،
وفرصة التوبة ،
واستدراك ما فات :
فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) رواه مسلم (2682) .
منقوول للفايدهـ
احترامي
<<خبيل السيح